لماذا رمضان ؟!
[size=18]لان رمضان فرصة العمر السانحة ، وموسم البضاعة الرابحة ، والكفة الراجحة ، ولما حباه الله من الميزات فهو بحق مدرسة الرجال ، وهو بصدق جامعة لتخريج الابطال .
هنا مصنع الابطال يصنع امة
وينفخ فيها قوة الروح والفكر
ويخلع عنها كل قيود يعوقها
ويعلي منار الحق والصدق والصبر
ولما يسر الله تعالي فيه ، من اسباب الخيرات ، وقعل الطاعات ... فالنفوس فيه مقبلة .... والقلوب اليه والهة.
ولان رمضان تصفد فيه مردة الشياطين . فلايصلون إلي مكات يصلون إليه في غير رمضان ، وفي رمضان تفتح ابواب الجنان ، وتغلق ابواب النيران ، ولله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار ، وفي رمضان ليلة القدر التي خير من الف شهر ، فما أعزمها من بشارة ! لو تأملنها بوعي وإدراك لوجدتنا مسارعيم إلي الخيرات ، متنافسين في القربات ، مهاجرين للموبقات ، تاركين الشهوات .
ورمضان فرصة للتغيير ... لما حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التأريخ ، وقلبت ظهر المجن ، فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلي مواكب الجوزاء ، ورفعتها من مؤخرت الركب ، لتكون في محل الصدارة والريادة ففي معركة بدر الكبري ، التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد (صلي الله عليه وسلم ) وجيش الكفر بقيادة ابي جهل ، في السنة الثانية من الهجرة . وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ، وإنتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ، ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ، ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، يقول الله تعالي ( ولقد نصركُم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقو الله لعلكم تشكرون) آل عمران : 123.
وفي الثامنة ، وفي شهر رمضان ، كان الفتح العظيم ، الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين ،
واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدي للعالمين من أيدي الكفار والمشركين ، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء ، وضربت أطناب عوه علي مناكب الجوزاء ، ودخل التاس به في دين الله افواجا ، واشرق به وجه الأرض ضياءً وإبتهاجا .
وفي سنة ستمائة وثمانية وخمسون، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ، وتشرد من المسلمين من تشرد ، وخربت الديار ، فقام الملك المظفر قطز ، بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ، حتي حان اللقاء يوم الجمعة ، الخامس والعشرين من رمضان وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ، وتفيء الظلال وتهب الرياح ، ويدعو الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ، وإقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ، ثم صارت الدائرة علي القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله رب العالمين .
كل هذه الإمور جعلتنا نوقن بأن رمضان فرصة سانحة وغنيمة جاهزة ، لمن أراد التغيير في حياته ، فالأسباب
مهيأة ، والأبواب مشرعة وما بقي إلا العزيمة الصادقة ، والصحبة الصالحة ، والإستعانة بالله بأن يوفقك للخير والهداية .[/size]